الدورة 14 من القمة العالمية لطاقة المستقبل تشهد توقيع شراكات رائدة في ظلّ آفاق واعدة للقطاع

· القمة تشهد قيام شركات ناشئة باستعراض أفكارٍ متميزة للتصدي للتحديات البيئية والاجتماعية والثقافية 

اختُتمَت أعمال الدورة 14 من القمة العالمية لطاقة المستقبل اليوم 18 يناير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، حيث شهدت الفعالية التجارية الرائدة في الاستدامة وطاقة المستقبل توقيع شراكاتٍ مرموقة وبحث سبل دعم الشركات الناشئة والكشف عن سياسات القطاع قبيل استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 في الإمارات العربية المتحدة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط: “نثق بأنّ هذه الدورة من القمة ستكون منصةً راسخة تمهّد الطريق لمزيدٍ من التطورات الإيجابية في ميادين الاستدامة الرئيسية، إذ سلّطت الضوء على مدى الإقبال الواسع في أبوظبي ودولة الإمارات والمنطقة عموماً على حلول وخدمات تحول الطاقة”.

ولاقت فعاليات القمة إقبالاً كبيراً يعكس اهتمام جميع الجهات المعنية في منظومة الطاقة بوضع خارطة طريق لتحقيق الحياد المناخي وأهداف الاستدامة، إذ اشتملت على ستة معارض وخمسة منتديات متخصصة تناول كلّ منها أهم التحديات الملحة الراهنة أمام قطاع الطاقة وغيرها من الآثار التي تشمل العديد من القطاعات المختلفة.

توقيع شراكات عديدة خلال دورة هذا العام من القمة

شهدت القمة مجموعة من الأنشطة التجارية على امتداد سلسلة قيمة القطاع، حيث أعلنت مجموعة بيئة الإماراتية عن توقيع شراكةٍ مع شركة تشينوك ساينسز البريطانية واير ووتر اليابانية، بهدف التعاون لتشييد أول محطة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في الشرق الأوسط.

كما كشفت المجموعة في وقتٍ لاحق عن ذراعها التعليمية -بيئة للتعليم- التي توفر برامج تعليم وتوعية تدعم المستقبل المستدام، من خلال مشاركة خبرات بيئة وابتكاراتها في أسواق الشرق الأوسط، فضلاً عن تعزيز اقتصادات المنطقة القائمة على المعرفة. كما تجري بيئة للتعليم اليوم برامج للتدريب الداخلي وتطوير معارف الاستدامة، من خلال مكاتب المجموعة المنتشرة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.

من جهةٍ أخرى، أعلنت مبادرة RECAPP، حل إعادة التدوير الرقمي للأفراد والشركات من شركة فيوليا، عن توقيع شراكة مع مجموعة سبينيس الإماراتية لتوفير نقاط تجميع داخل متاجرها من شأنها جعل عمليات التدوير في الدولة أكثر استدامةً

وسهولة وفعالية. وقامت الإمارات العالمية للألمنيوم، بالتعاون مع شركاتٍ رائدة في إنتاج المشروبات وصناعة العبوات وإدارة النفايات، بإطلاق تحالف إعادة تدوير الألمنيوم لإحداث تغيير على مستوى القطاع في دولة الإمارات.

كما يضمّ التحالف شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير)، والعوجان كوكاكولا للمرطبات، وبيئة تنظيف، ودبي للمرطبات، وكانباك، وكراون بيفكان أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ومجموعة دلسكو، وفيوليا. وسيدعم التحالف دراسة يجريها المعهد الدولي للألمنيوم حول معدلات وسلوكيات إعادة تدوير الألمنيوم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من أجل التعرف على حجم الفرص المتاحة والحلول المحتملة بشكل كامل.

ووقعت شركة تأجير الطائرات أفيليس مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير، لإنتاج وتوزيع وقود طيران مستدام لقاعدة عملاء أفيليس المتنامية. وفي هذا الصدد، قال إدوارد أوبيرينب، الرئيس التنفيذي لشركة أفيليس: “تتيح لنا هذه الشراكة الفريدة إضافة وقود الطيران المستدام إلى قائمة عروضنا، ونعتقد بأنّ ذلك سيساهم في إنتاج هذا النوع من الوقود على نطاقٍ أكبر في دولةٍ تحظى بمزايا تنافسية طبيعية تؤهلها لتوفير منتجٍ منخفض التكلفة”.

حاضنة معاً الاجتماعية ترحب بـ 11 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الاجتماعية خلال يوم ديمو داي

شهد اليوم الأخير من القمة مشاركة 11 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الاجتماعية، بما فيها 9 شركات من الإمارات العربية المتحدة، في يوم ديمو داي ضمن برنامج حاضنة معاً المخصص لتطوير حلول اجتماعية وثقافية والتصدي للتحديات البيئية.

وأتاحت منصة ديمو داي للشركات استعراض الأفكار الأولية للمفاهيم التي تودّ طرحها في مجالات المدن الخضراء والاقتصاد الدائري والنقل المستدام أمام مستثمرين مُحتملين، والذي يسعون بدورهم إلى توسيع نطاق أعمالهم ليشمل منظماتٍ غير ربحية ونشاطاتٍ اجتماعية تحمل أثراً إيجابياً ويعزز آليات التعاون والشراكة.

ومن أبرز الشركات الناشئة المشاركة شركة اركب، التي تساعد مشغلي الأساطيل على ملء ساعات الركود ومقاعد السيارات الفارغة من خلال ربطهم بالشركات التي تبحث عن حلول نقلٍ للموظفين؛ وبيلو فارم، أول شركة تقنية زراعية في العالم متخصصة في حلول زراعة الفطر الشاملة في المناخات الجافة؛ وبيرد كوليكتف، الذي يُعدّ تعاوناً عالمياً للحلول المستدامة المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي لدى المستهلكين. فضلاً عن بيدار، وهو سوق قائم على التطبيقات لخدمات ومنتجات البستنة؛ وخدمة إيكوسنتريك لتوصيل الأغذية والبقالة والبضائع الصديقة للبيئة؛ وفيوز إي في، التي تشجع على اعتماد السيارات الكهربائية؛ ومنهات، مزود التكنولوجيا العميقة لتقنية التقطير الطبيعي للمياه الحاصلة على براءة اختراع؛ ونووتر، وهو بديل مستدام للمياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية تُستخدم لمرة واحدة؛ وريبلاست، استوديو تصميم المواد المستدامة؛ وسولفا تكنولوجيز، التي تساعد الشركات على بدء عمليات التسليم من خلال ربطها بشركاء من جهات خارجية؛ وذا فود إنجينير، التي تقدم تقنية ايروبونيك لزراعة منتجات طازجة وخالية من المبيدات الحشرية في أي مكان مزود بالكهرباء والمياه.

وأوضح سعيد الحسن ، مؤسس شركة منهات: “يتيح برنامج الحاضنة تأمين التمويل اللازم لتطوير تقنياتنا بشكل أكبر وتنفيذ مشروعنا بشكلٍ كامل وإيصال المنتج إلى السوق. ووفرت لنا القمة فرصةً رائعة، حيث وضعتنا أمام مجموعةٍ فريدة من الجهات المهتمة بالاستدامة والمستثمرين المحتملين. وينصب تركيزنا اليوم على إطلاق المرحلة التجريبية للمشروع، وهو أمرٌ بالغ الأهمية يتيح لنا التعرّف إلى الاقتصاديات الرئيسية لمنتجاتنا واستعراض ما يمكننا القيام به على نطاق أوسع. وبعد الإصدار التجريبي، سنبدأ في بيع المحاصيل التي ننتجها في المرحلة التجريبية، ونثق بأنّ مزيداً من العملاء سيقبلون على

التعاون مع منهات بعد إثبات قدرتنا على زراعة محصول مستدام باستخدام تقنياتنا، ويعود الفضل في ذلك إلى حاضنة معاً الاجتماعية”.

وأضافت السباعي: “أثبتت هذه الدورة من القمة بشكلٍ غير مسبوق مدى الالتزام الحقيقي بتحقيق التحول والتغيير في قطاع الطاقة. كما تساهم مستويات التفاعل والإقبال الكبيرة بتوجيه أنظار الجهات المعنية حول العالم إلى المنطقة، ودفعهم إلى دعم جميع المبادرات الإيجابية فيها”.

وتستضيف شركة مصدر القمة العالمية لطاقة المستقبل في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يشكل منصة رائدة لدعم الجهود العالمية في تحقيق الاستدامة وتعزيزها، حيث تقام للمرة الأولى بالتعاون مع شركة الطاقة والمياه إينووا.