القصة القصيرة رصدت الواقع الاجتماعي في الإمارات.. والجيل الجديد ابتكر أسلوباً مختلفاً في الكتابة
أدباء في ندوة مركز أبوظبي للغة العربية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب:
نظم مركز أبوظبي للغة العربية في جناحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة عن تجربة القصة القصيرة في الإمارات، والتي شارك فيها الإعلامي والقاص عبد الحميد أحمد رئيس تحرير جريدة جلف نيوز والإعلامي والقاص المخرج ناصر الظاهري و أدارتها الأديبة المصرية صفاء النجار.
أكد المشاركون أن تاريخ القصة القصيرة في الإمارات يعود إلى حقبة السبعينات حيث ظهر رواد للقصة القصيرة، الذين كانت تجاربهم توازي بحضورها تجارب الشعراء والروائيين، وشهدت القصة القصيرة ازدهاراً في مطلع الثمانينيات، وحفر القاصون والقاصات أسماءهم بقوة في الذاكرة الأدبية المحلية.
وقال الأديب عبد الحميد أحمد أن القصة القصيرة في الإمارات مرت بعدة مراحل أولها مرحلة النشأة في السبعينات ثم مرحلة التألق في الثمانينات والتسعينات بالتزامن مع انتشار المطبوعات الصادرة في دولة الإمارات عام 1998.
وأوضح عبد الحميد أن تاريخ دولة الإمارات كان له الدور الأكبر والأهم والحاسم في صياغة الأدب وخاصة القصة بكافة اتجاهاتها وأشكالها، ومن دونه تظل أي رؤية لمسألة الأدب عموماً رؤية قاصرة تجزيئية وتنقصها العلمية والموضوعية. مشيراً إلى أن ما ساعد على انتشار القصة القصيرة في الإمارات تطور واتساع أجهزة الإعلام كالصحف والتلفزيون والإذاعة والمكتبات وصدرت مطبوعات يومية وأسبوعية وشهرية، كـ«الاتحاد» اليومية و«أخبار دبي» الأسبوعية ومجلة «المجمع» الشهرية الثقافية التابعة للمجمع الثقافي الاجتماعي التي أغلقت بعد ذلك
ومن جانبه قال الإعلامي والقاص والمخرج ناصر الظاهري أن القصة في الإمارات ولدت وهي تحبو لافتا إلى أنها استفادت كثيراً من التجارب العربية، وعندما قدم الكُتّاب والكاتبات في الإمارات مشروعاتهم الأولى كانت ناضجة، وتفوق إنتاج المدن التي كانت في المراكز المتقدمة مؤكدا أن قليلاً من القاصين كانت لديهم مشروعاتهم الأدبية الجميلة.
وتابع الظاهري: ” القصة فن ليس سهلاً، فكل القصص السينمائية كانت بدايتها قصصاً قصيرة لافتا إلى أن الوسائط التكنولوجية الجديدة لن تؤثر علي جودة الفن القصصي لكنها أفادت في انتشاره السريع، وما يجمع بين كل هؤلاء هو روح الإبداع فالقصة قد تختزل بصورة، والتاريخ الطويل قد يختصر بفـــيلم، فالأجناس الأدبية مكملة لبعضها.”
وفي النهاية طالب المشاركون بالاهتمام بفن القصة القصيرة مؤكدين أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي يساعد في إبراز المواهب الجديدة التي تحتاج فقط إلى تعلم تنمية مواهبها وتدريبها على الحبكة والصياغة الأدبية العميقة والبعد عن السطحية، وأشادوا بإصرار الكُتّاب الجدد للقصة على التجريب ومحاولة تخطي السائد باستمرار سواء أكان ذلك على صعيد اللغة أم الأسلوب أم الشكل البنائي للقصة لافتين إلى أن القصة اليوم في الإمارات بات يتوفر لها كثير من عوامل النجاح.
هذا وتمثل مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية، تعزيزاً للشراكة المتميزة التي تجمع بين المركز، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد أحد أكبر التظاهرات الثقافية على مستوى المنطقة، ويستقطب ما يقرب من مليوني زائر سنوياً، إلى جانب عدد كبير من الناشرين والمتخصصين في صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ما يسهم في نشر رسالة المركز والتعريف بها، ويدعم تحقيق أهدافه وخططه الاستراتيجية المختلفة.