الاتحاد المصري للتامين يستعرض التامين علي السفن الذكية والمستقلة
تعاظمت التقنيات الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة وهي العصرالصناعي الرئيسي الرابع منذ الثورة الصناعية الأولى في القرنالثامن عشر. وقد تميز هذا العصر باختراق التكنولوجيا الناشئة فيعدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات والذكاء الاصطناعي و ال Blockchain وتكنولوجيا النانو وإنترنت الأشياء والمركباتالمستقلة(ذاتية الحركة).
ألقى التطور التكنولوجي المتسارع بظلاله على صناعة النقل البحريمما أدى إلى ظهور السفن الذكية والمستقلة كواحدة من أبرز الابتكارات التي تعتمد على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وأنظمة الملاحة الآلية؛ حيث تعد هذه السفن قادرة على العمل بشكل شبه مستقل أو كلي دون تدخل بشري مباشر، مما يزيد من كفاءة العمليات البحرية ويقلل من التكاليف التشغيلية. ومع ذلك، فإن هذه التطورات تطرح تحديات جديدة في مجال التأمين البحري، حيث تتطلب تغييرات جذرية في كيفية تقييم المخاطر وإدارة الوثائقالتأمينية.
التطور التاريخي للسفن الذكية وتأثيره على التأمين
شهدت السفن الذكية والمستقلة تطوراً تاريخياً كبيراً بدءً من الاعتماد على الميكنة البسيطة في القرن العشرين، مروراً بظهور أنظمة التحكم الآلي في الثمانينيات، ووصولاً إلى التكامل مع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في القرن الحادي والعشرين. هذا التطور أدى إلى تغييرات جذرية في صناعة التأمين البحري، حيث تراجعت الأخطار التقليدية مثل أخطاء الطاقم البشري، ولكنه تسبب في ظهور أخطار جديدة مثل الأعطال الفنية والقرصنة الإلكترونية وأخطاء البرمجيات. وقد أصبحت البيانات التي تجمعها السفن الذكية عنصراً أساسياً في تقييم الأخطار وإدارة الوثائق التأمينية، مما يتطلب تطوير منتجات تأمينية مبتكرة تلبي احتياجات هذه التكنولوجيا المتقدمة.
من السفن الشراعية إلى السفن الذكية ورحلة التطور
في تلك الفترة كان الاعتماد بشكل كامل على الأطقم البشرية، مع أخطار مرتبطة بالأخطاء الإنسانية والظروف الجوية.
بدأ ظهور أنظمة ملاحة نصف آلية في تسعينيات القرن الماضي.
اعتماد كامل على الأنظمة المستقلة منذ عام 2015، بدءاً من سفن مثل Yara Birkeland النرويجية.
تأثير التكنولوجيا على سوق التأمين البحرى
انخفاض نسبة الحوادث المرتبطة بالعنصر البشري بنسبة 40% وفقاً لما ورد بقائمة اللويدز Lloyd’s List.
مثل الهجمات الإلكترونية Cyber Attacks وأعطال البرمجيات، والتي تشكل 60% من مطالبات التأمين الحديثة.
وجه الاختلاف بين التأمين التقليدي و التأمين على السفن الذكية والمستقلة
يختلف التأمين على السفن الذكية والمستقلة عن التأمين التقليدي بسبب الاعتماد الكبير على الأنظمة التكنولوجية المعقدة، والتي قد تكون عرضة لأخطاء البرمجيات أو القرصنة الإلكترونية أو الأعطال الفنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المسؤولية القانونية في حالة الحوادث تصبح أكثر تعقيداً، خاصة مع وجود أنظمة آلية تحل محل الطاقم البشري.
لذلك، أصبحت هناك حاجة ملحة لتصميم منتجات تأمينية جديدة تلبي احتياجات هذه السفن، مع مراعاة الأخطار الجديدة مثل الاختراقات الإلكترونية وفقدان البيانات وأعطال أجهزة الاستشعار. كما يتطلب الأمر تعاوناً وثيقاً بين شركات التأمين وشركات التكنولوجيا والجهات التنظيمية لضمان وضع إطار قانوني وتأميني واضح يحمي جميع الأطراف المعنية.
وفي هذا السياق، يلعب التأمين دوراً محورياً في دعم انتشار السفن الذكية والمستقلة، حيث يوفر الحماية المالية اللازمة لمواجهة الأخطار غير المتوقعة، مما يشجع على تبني هذه التكنولوجيا الحديثة في صناعة النقل البحري. ومع استمرار تطور هذه السفن، ستظل صناعة التأمين في حالة تطور مستمر لتلبية المتطلبات الجديدة وضمان استدامة هذا القطاع الحيوي.
الثورة التكنولوجية وإعادة تعريف الأخطار
يشهد العالم تحولاً جذرياً في صناعة النقل البحري مع ظهور السفن الذكية والمستقلة، التي تعتمد على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأنظمة الذاتية (Autonomous Systems) بينما تُقلل هذه السفن من التكاليف التشغيلية وتزيد الكفاءة، فإنها تفرض تحديات غير مسبوقة على قطاع التأمين، تتطلب إعادة هيكلة جذرية لاستراتيجيات إدارة الأخطار وتصميم المنتجات التأمينية.
التحديات التأمينية الناشئة
تفرض السفن الذكية والمستقلة تحديات تأمينية جديدة على صناعة التأمين البحري، حيث تختلف طبيعة الأخطار بشكل كبير عن السفن التقليدية. من أبرز هذه التحديات:
و من أمثلة الأخطار التكنولوجية الناتجة عن الأعطال البرمجية:
وتستلزم هذه التحديات من شركات التأمين تبني أساليب مبتكرة لتقييم الأخطار وإدارة وثائق التأمين بما يتناسب مع طبيعة هذه التكنولوجيا المتقدمة.
أنواع التأمين المخصصة لهذا النوع من السفن
مع ظهور السفن الذكية والمستقلة تطورت صناعة التأمين لتقديم منتجات متخصصة لتغطية الأخطار التكنولوجية الجديدة التي تواجهها هذه السفن. من بين أنواع التأمين التي تم تصميمها ما يلى:
وهذه التغطيات الشاملة تهدف إلى ضمان حماية كافية للسفن الذكية والمستقلة، مع مراعاة التحديات الفريدة التي تطرحها هذه التكنولوجيا الحديثة. ومن الجدير بالذكر أن إحدى شركات التأمين العالمية قد قامت بتصميم وثيقة تحت مسمى “TechGuard” وهىتشمل 15 نوعاً من الأخطار التكنولوجية.
الخدمات الإضافية التي يتم تقديمها بجانب التأمين
الحلول التأمينية المبتكرة
مع تزايد الاعتماد على السفن الذكية والمستقلة ظهرت الحاجة إلى حلول تأمينية مبتكرة تتكيف مع التحديات الجديدة التي تفرضها هذه التكنولوجيا. تشمل هذه الحلول تطوير وثائق تأمينية تتسم بالمرونة فيما يتعلق بالتغطية التأمينية بحيث تقوم بتغطية أخطار مثل القرصنة الإلكترونية وأعطال البرمجيات وفقدان البيانات، بالإضافة إلى تحسين تقييم الأخطار باستخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. كما تم إدخال منتجات تأمينية جديدة مثل “التأمين على المسؤولية الالكترونية” و”التأمين على أخطاء الأنظمة الآلية”، والتي توفر حماية شاملة للشركات العاملة في هذا المجال. هذه الابتكارات تسهم في تعزيز الثقة في السفن الذكية وتدعم انتشارها في صناعة النقل البحري.
الذكاء الاصطناعي في إدارة المطالبات
تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في إدارة المطالبات وذلك من خلال:
استخدام تقنيات الBlockChain في السفن الذكية
تم استخدام عدد من تقنيات الBlockChain فيما يلى:
التجارب الدولية في التأمين على السفن الذكية
هناك عدد من التجارب الدولية فيما يتعلق بالتأمين على السفن الذكية والمستقلة والتي منها على سبيل المثال:
النرويج
تعد النرويج إحدى الدول الرائدة في هذا المجال، فعندما تم إطلاق مشروع “Yara Birkeland”وهى أول سفينة شحن كهربائية ومستقلة بالكامل، كان ذلك دافعاً لشركات التأمين إلى تطوير عدد من وثائق التأمين تتناول أخطار مثل الأعطال التقنية والقرصنة الإلكترونية.
المملكة المتحدة
عملت بريطانيا على تحديث لوائحها البحرية لتشمل السفن المستقلة، كما حرصت على التعاون مع شركات التأمين الكبرى مثل “Lloyd’s of London” في تصميم منتجات تأمينية مبتكرة.
سنغافورة
تعتبر سنغافورة من الدول الرائدة في تبني هذه التكنولوجيا، حيث تعمل على تطوير بنية تحتية ذكية تدعم السفن المستقلة، فقد اهتمتالدولة ببناء ميناء تواس العملاق الذى يتضمن تقنيات كالطائراتبدون طيار والمركبات الكهربائية ذاتية القيادة ووظائف الرصيفالآلي والسفن الذكية والمستقلة. وقد إنعكس ذلك على القائمين على صناعة التأمين هناك حيث بدأت الشركات في تطوير منتجات تامين لمواجهة الأخطار المرتبطة بتلك التقنيات الجديدة.